موقع شبكة الاسلام
15

سورة سُورَةُ الحِجۡرِ

مكية - 99 آيات

تفسير: تفسير الجلالين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ الٓر ۚ تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْكِتَٰبِ وَقُرْءَانٍۢ مُّبِينٍۢ ﴿1﴾

التفسير:

«الر» الله أعلم بمراده بذلك «تلك» هذه الآيات «آيات الكتاب» القرآن والإضافة بمعنى من «وقرآن مبين» مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة.

رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ كَانُوا۟ مُسْلِمِينَ ﴿2﴾

التفسير:

«رُبَّمَا» بالتشديد والتخفيف «يود» يتمنى «الذين كفروا» يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين «لو كانوا مسلمين» ورب للتكثير فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن الأهوال تدهشهم فلا يفيقون حتى يتمنوا ذلك إلا في أحيان قليلة.

ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا۟ وَيَتَمَتَّعُوا۟ وَيُلْهِهِمُ ٱلْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿3﴾

التفسير:

«ذرهم» اترك الكفار يا محمد «يأكلوا ويتمتعوا» بدنياهم «ويلههم» يشغلهم «الأمل» بطول العمر وغيره عن الإيمان «فسوف يعلمون» عاقبة أمرهم وهذا قبل الأمر بالقتال.

وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌۭ مَّعْلُومٌۭ ﴿4﴾

التفسير:

«وما أهلكنا من» زائدة «قرية» أريد أهلها «إلا ولها كتاب» أجل «معلوم» محدود لإهلاكها.

مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَـْٔخِرُونَ ﴿5﴾

التفسير:

«ما تسبق من» زائدة «أمة أجلها وما يستأخرون» يتأخرون عنه.

وَقَالُوا۟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌۭ ﴿6﴾

التفسير:

«وقالوا» أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم «يا أيها الذي نُزّل عليه الذكر» القرآن في زعمه «إنك لمجنون».

لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلَٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴿7﴾

التفسير:

«لو ما» هلا «تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين» في قولك إنك نبي وإن هذا القرآن من عند الله.

مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَمَا كَانُوٓا۟ إِذًۭا مُّنظَرِينَ ﴿8﴾

التفسير:

قال تعالى «ما تَنَزَّلُ» فيه حذف إحدى التاءين «الملائكة إلا بالحق» بالعذاب «وما كانوا إذاً» أي حين نزول الملائكة بالعذاب «منظرين» مؤخرين.

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ﴿9﴾

التفسير:

«إنا نحن» تأكيد لاسم إن أو فصل «نزلنا الذكر» القرآن «وإنا له لحافظون» من التبديل والتحريف والزيادة والنقص.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى شِيَعِ ٱلْأَوَّلِينَ ﴿10﴾

التفسير:

«ولقد أرسلنا من قبلك» رسلا «في شيع» فرق «الأولين».

وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ﴿11﴾

التفسير:

«وما» كان «يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون» كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم.

كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُۥ فِى قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿12﴾

التفسير:

«كذلك نسلكه» أي مثل إدخالنا التكذيب في قلوب أولئك ندخله «في قلوب المجرمين» أي كفار مكة.

لَا يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۖ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلْأَوَّلِينَ ﴿13﴾

التفسير:

«لا يؤمنون به» بالنبي صلى الله عليه وسلم «وقد خلت سنة الأولين» أي سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم أنبياءهم وهؤلاء مثلهم.

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًۭا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿14﴾

التفسير:

«ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه» في الباب «يعرجون» يصعدون.

لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ ﴿15﴾

التفسير:

«لقالوا إنما سُكِّرت» سدت «أبصارنا بل نحن قوم مسحورون» يخيل إلينا ذلك.

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى ٱلسَّمَآءِ بُرُوجًۭا وَزَيَّنَّٰهَا لِلنَّٰظِرِينَ ﴿16﴾

التفسير:

«ولقد جعلنا في السماء بروجا» اثني عشر: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة: المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة، والقمر وله السرطان، والشمس ولها الأسد، والمشتري وله القوس والحوت، وزحل له الجدي والدلو «وزيناها» بالكواكب «للناظرين».

وَحَفِظْنَٰهَا مِن كُلِّ شَيْطَٰنٍۢ رَّجِيمٍ ﴿17﴾

التفسير:

«وحفظناها» بالشهب «من كل شيطان رجيم» مرجوم.

إِلَّا مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُۥ شِهَابٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿18﴾

التفسير:

«إلا» لكن «من استرق السمع» خطفه «فأتبعه شهاب مبين» كوكب يضيء ويحرقه أو يثقبه أو يخبله.

وَٱلْأَرْضَ مَدَدْنَٰهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَٰسِىَ وَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَىْءٍۢ مَّوْزُونٍۢ ﴿19﴾

التفسير:

«والأرض مددناها» بسطناها «وألقينا فيها رواسي» جبالا ثوابت لئلا تتحرك بأهلها «وأنبتنا فيها من كل شيء موزون» معلوم مقدر.

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ ﴿20﴾

التفسير:

«وجعلنا لكم فيها معايش» بالياء من الثمار والحبوب «و» جعلنا لكم «من لستم له برازقين» من العبيد والدواب والأنعام فإنما يرزقهم الله.

وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍۢ مَّعْلُومٍۢ ﴿21﴾

التفسير:

«وإن» ما «من» زائدة «شيء إلا عندنا خزائنه» مفاتيح خزائنه «وما ننزله إلا بقدر معلوم» على حسب المصالح.

وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۭ فَأَسْقَيْنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمْ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ ﴿22﴾

التفسير:

«وأرسلنا الرياح لواقح» تلقح السحاب فيمتلئ ماء «فأنزلنا من السماء» السحاب «ماء» مطرا «فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين» أي ليست خزائنه بأيديكم.

وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْىِۦ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ ٱلْوَٰرِثُونَ ﴿23﴾

التفسير:

«وإنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون» الباقون نرث جميع الخلق.

وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَـْٔخِرِينَ ﴿24﴾

التفسير:

«ولقد علمنا المستقدمين منكم» أي من تقدم من الخلق من لدن آدم «ولقد علمنا المستأخرين» المتأخرين إلى يوم القيامة.

وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمٌۭ ﴿25﴾

التفسير:

«وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم» في صنعه «عليم» بخلقه.

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن صَلْصَٰلٍۢ مِّنْ حَمَإٍۢ مَّسْنُونٍۢ ﴿26﴾

التفسير:

«ولقد خلقنا الإنسان» آدم «من صلصال» طين يابس يسمع له صلصلة إذا نقر «من حمأ» طين أسود «مسنون» متغير.

وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَٰهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ ﴿27﴾

التفسير:

«والجان» أبا الجان وهو إبليس «خلقناه من قبل» أي قبل خلق آدم «من نار السموم» هي نار لا دخان لها تنفذ من المسام.

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى خَٰلِقٌۢ بَشَرًۭا مِّن صَلْصَٰلٍۢ مِّنْ حَمَإٍۢ مَّسْنُونٍۢ ﴿28﴾

التفسير:

«و» اذكر «إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون».

فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَٰجِدِينَ ﴿29﴾

التفسير:

«فإذا سويته» أتممته «ونفخت» أجريت «فيه من روحي» فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم «فقعوا له ساجدين» سجود تحية بالانحناء.

فَسَجَدَ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿30﴾

التفسير:

«فسجد الملائكة كلهم أجمعون» فيه تأكيدان.

إِلَّآ إِبْلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴿31﴾

التفسير:

«إلا إبليس» هو أبو الجن كان بين الملائكة «أبى» امتنع من «أن يكون مع الساجدين».

قَالَ يَٰٓإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴿32﴾

التفسير:

«قال» تعالى «يا إبليس مالك» ما منعك «أ» ن «لا» زائدة «تكون مع الساجدين».

قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُۥ مِن صَلْصَٰلٍۢ مِّنْ حَمَإٍۢ مَّسْنُونٍۢ ﴿33﴾

التفسير:

«قال لم أكن لأسجد» لا ينبغي لي أن أسجد «لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون».

قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌۭ ﴿34﴾

التفسير:

«قال فاخرج منها» أي الجنة وقيل من السماوات «فإنك رجيم» مطرود.

وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ ﴿35﴾

التفسير:

«وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين» الجزاء.

قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِىٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿36﴾

التفسير:

«قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون» أي الناس.

قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ ﴿37﴾

التفسير:

«قال فإنك من المنظرين».

إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ ﴿38﴾

التفسير:

«إلى يوم الوقت المعلوم» وقت النفخة الأولى.

قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿39﴾

التفسير:

«قال ربّ بما أغويتني» أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه «لأزيِّنَنَّ لهم في الأرض» المعاصي «ولأغوينهم أجمعين»,

إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ ﴿40﴾

التفسير:

«إلا عبادك منهم المخلصين» أي المؤمنين.

قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿41﴾

التفسير:

«قال» تعالى «هذا صراط عليَّ مستقيم».

إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴿42﴾

التفسير:

وهو «إن عبادي» أي المؤمنين «ليس لك عليهم سلطان» قوة «إلا» لكن «من اتبعك من الغاوين» الكافرين.

وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿43﴾

التفسير:

«وإن جهنم لموعدهم أجمعين» أي من اتبعك معك.

لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَٰبٍۢ لِّكُلِّ بَابٍۢ مِّنْهُمْ جُزْءٌۭ مَّقْسُومٌ ﴿44﴾

التفسير:

«لها سبعة أبواب» أطباق «لكل باب» منها «منهم جزء» نصيب «مقسوم».

إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّٰتٍۢ وَعُيُونٍ ﴿45﴾

التفسير:

«إن المتقين في جنات» بساتين «وعيون» تجري فيها.

ٱدْخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ ﴿46﴾

التفسير:

ويقال لهم «ادخلوها بسلام» أي سالمين من كل مخوّف أو مع سلام أي سلموا وادخلوا «آمنين» من كل فزع.

وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٍۢ مُّتَقَٰبِلِينَ ﴿47﴾

التفسير:

«ونزعنا ما في صدورهم من غِلِّ» حقد «إخوانا» حال منهم «على سُرر متقابلين» حال أيضا أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدورات الأسرَّة بهم.

لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌۭ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴿48﴾

التفسير:

«لا يمسهم فيها نَصَبٌ» تعب «وما هم منها بمخرجين» أبدا.

۞ نَبِّئْ عِبَادِىٓ أَنِّىٓ أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴿49﴾

التفسير:

«نبئ» خبر يا محمد «عبادي أني أنا الغفور» للمؤمنين «الرحيم» بهم.

وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلْأَلِيمُ ﴿50﴾

التفسير:

«وأن عذابي» للعصاة «هو العذاب الأليم» المؤلم.

وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَٰهِيمَ ﴿51﴾

التفسير:

«ونبئهم عن ضيف إبراهيم» وهم الملائكة اثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل.

إِذْ دَخَلُوا۟ عَلَيْهِ فَقَالُوا۟ سَلَٰمًۭا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ﴿52﴾

التفسير:

«إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما» أي هذا اللفظ «قال» إبراهيم لما عرض عليم الأكل فلم يأكلوا «إنا منكم وجلون» خائفون.

قَالُوا۟ لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٍۢ ﴿53﴾

التفسير:

«قالوا لا توجل» لا تخف «إنا» رسل ربك «نبشرك بغلام عليم» ذي علم كثير هو إسحاق كما ذكرنا في سورة هود.

قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَىٰٓ أَن مَّسَّنِىَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿54﴾

التفسير:

«قال أبشرتموني» بالولد «على أن مسني الكبر» حال أي مع مسه إياي «فبم» فبأي شيء «تبشرون» استفهام تعجب.

قَالُوا۟ بَشَّرْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْقَٰنِطِينَ ﴿55﴾

التفسير:

«قالوا بشرناك بالحق» بالصدق «فلا تكن من القانطين» الآيسين.

قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ ﴿56﴾

التفسير:

«قال ومن» أي لا «يقنَِط» بكسر النون وفتحها «من رحمة ربه إلا الضالون» الكافرون.

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ ﴿57﴾

التفسير:

«قال فما خطبكم» شأنكم «أيها المرسلون».

قَالُوٓا۟ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍۢ مُّجْرِمِينَ ﴿58﴾

التفسير:

«قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين» كافرين أي لوط لإهلاكهم.

إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿59﴾

التفسير:

«إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين» لإيمانهم.

إِلَّا ٱمْرَأَتَهُۥ قَدَّرْنَآ ۙ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَٰبِرِينَ ﴿60﴾

التفسير:

«إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين» الباقين في العذاب لكفرها.

فَلَمَّا جَآءَ ءَالَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ ﴿61﴾

التفسير:

«فلما جاء آل لوط» أي لوطا «المرسلون».

قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌۭ مُّنكَرُونَ ﴿62﴾

التفسير:

«قال» لهم «إنكم قوم منكرون» لا أعرفكم.

قَالُوا۟ بَلْ جِئْنَٰكَ بِمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿63﴾

التفسير:

«قالوا بل جئناك بما كانوا» أي قومك «فيه يمترون» يشكون وهو العذاب.

وَأَتَيْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ ﴿64﴾

التفسير:

«وأتيناك بالحق وإنا لصادقون» في قولنا.

فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌۭ وَٱمْضُوا۟ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿65﴾

التفسير:

«فأَسْرِ بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم» امش خلفهم «ولا يلتفت منكم أحد» لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم «وامضوا حيث تؤمرون» وهو الشام.

وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَٰلِكَ ٱلْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰٓؤُلَآءِ مَقْطُوعٌۭ مُّصْبِحِينَ ﴿66﴾

التفسير:

«وقضينا» أوحينا «إليه ذلك الأمر» وهو «أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين» حال أي يتم استئصالهم في الصباح.

وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿67﴾

التفسير:

«وجاء أهل المدينة» مدينة سدوم وهم قوم لوط لما أخبروا أن في بيت لوط مردا حسانا وهم الملائكة «يستبشرون» حال طمعا في فعل الفاحشة بهم.

قَالَ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ ضَيْفِى فَلَا تَفْضَحُونِ ﴿68﴾

التفسير:

«قال» لوط «إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون».

وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴿69﴾

التفسير:

«واتقوا الله ولا تخزون» بقصدكم إياهم بفعل الفاحشة بهم.

قَالُوٓا۟ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴿70﴾

التفسير:

«قالوا أو لم ننهك عن العالمين» عن إضافتهم.

قَالَ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِىٓ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ ﴿71﴾

التفسير:

«قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين» ما تريدون من قضاء الشهوة فتزوجوهن. قال تعالى:

لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿72﴾

التفسير:

«لعمرك» خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي وحياتك «إنهم لفي سكرتهم يعمهون» يترددون.

فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿73﴾

التفسير:

«فأخذتهم الصيحة» صيحة جبريل «مشرقين» وقت شروق الشمس.

فَجَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةًۭ مِّن سِجِّيلٍ ﴿74﴾

التفسير:

«فجعلنا عاليها» أي قراهم «سافلها» بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض «وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل» طين طبخ بالنار.

إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿75﴾

التفسير:

«إن في ذلك» المذكور «لآيات» دلالات على وحدانية الله «للمتوسمين» للناظرين المعتبرين.

وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍۢ مُّقِيمٍ ﴿76﴾

التفسير:

«وإنها» أي قرى قوم لوط «لبسبيل مقيم» طريق قريش إلى الشام لم تندرس أفلا يعتبرون بهم؟.

إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةًۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿77﴾

التفسير:

«إن في ذلك لآية» لعبرة «للمؤمنين».

وَإِن كَانَ أَصْحَٰبُ ٱلْأَيْكَةِ لَظَٰلِمِينَ ﴿78﴾

التفسير:

«وإن» مخففة أي إنه «كان أصحاب الأيكة» هي غيضة شجر بقرب مدين وهم قوم شعيب «لظالمين» بتكذيبهم شعيبا.

فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍۢ مُّبِينٍۢ ﴿79﴾

التفسير:

«فانتقمنا منهم» بأن أهلكناهم بشدة الحر «وإنهما» أي قرى قوم لوط والأيكة «لبإمام» طريق «مبين» واضح أفلا تعتبرون بهم يا أهل مكة.

وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَٰبُ ٱلْحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿80﴾

التفسير:

«ولقد كذب أصحاب الحجر» واد بين المدينة والشام وهم ثمود «المرسلين» بتكذيبهم صالحا تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد.

وَءَاتَيْنَٰهُمْ ءَايَٰتِنَا فَكَانُوا۟ عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿81﴾

التفسير:

«وآتيناهم آياتنا» في الناقة «فكانوا عنها معرضين» لا يتفكرون فيها.

وَكَانُوا۟ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا ءَامِنِينَ ﴿82﴾

التفسير:

«وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين».

فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ﴿83﴾

التفسير:

«فأخذتهم الصيحة مصبحين» وقت الصباح.

فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ ﴿84﴾

التفسير:

«فما أغنى» دفع «عنهم» العذاب «ما كانوا يكسبون» من بناء الحصون وجمع الأموال.

وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَءَاتِيَةٌۭ ۖ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ ﴿85﴾

التفسير:

«وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية» لا محالة فيجازى كل أحد بعمله «فاصفح» يا محمد عن قومك «الصفح الجميل» أعرض عنهم إعراضا لا جزع فيه وهذا منسوخ بآية السيف.

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّٰقُ ٱلْعَلِيمُ ﴿86﴾

التفسير:

«إن ربك هو الخلاق» لكل شيء «العليم» بكل شيء.

وَلَقَدْ ءَاتَيْنَٰكَ سَبْعًۭا مِّنَ ٱلْمَثَانِى وَٱلْقُرْءَانَ ٱلْعَظِيمَ ﴿87﴾

التفسير:

«ولقد آتيناك سبعا من المثاني» قال صلى الله عليه وسلم هي الفاتحة رواه الشيخان لأنها تثنى في كل ركعة «والقرآن العظيم».

لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًۭا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿88﴾

التفسير:

«لا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا» أصنافا «منهم ولا تحزن عليهم» إن لم يؤمنوا «واخفض جناحك» ألن جانبك «للمؤمنين».

وَقُلْ إِنِّىٓ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ ﴿89﴾

التفسير:

«وقل إني أنا النذير» من عذاب الله أن ينزل عليكم «المبين» البين الإنذار.

كَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ ﴿90﴾

التفسير:

«كما أنزلنا» العذاب «على المقتسمين» اليهود والنصارى.

ٱلَّذِينَ جَعَلُوا۟ ٱلْقُرْءَانَ عِضِينَ ﴿91﴾

التفسير:

«الذين جعلوا القرآن» أي كتبهم المنزلة عليهم «عضين» أجزاء، حيث آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقيل المراد بهم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن الإسلام، وقال بعضهم في القرآن سحر وبعضهم كهانة وبعضهم شعر.

فَوَرَبِّكَ لَنَسْـَٔلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿92﴾

التفسير:

«فوربك لنسألنهم أجمعين» سؤال توبيخ.

عَمَّا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿93﴾

التفسير:

«عما كانوا يعملون».

فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴿94﴾

التفسير:

«فاصدع» يا محمد «بما تؤمر» به أي اجهر به وأمضه «وأعرض عن المشركين» هذا قبل الأمر بالجهاد.

إِنَّا كَفَيْنَٰكَ ٱلْمُسْتَهْزِءِينَ ﴿95﴾

التفسير:

«إنا كفيناك المستهزئين» بك بإهلاكنا كلا بآفة وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث.

ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿96﴾

التفسير:

«الذين يجعلون مع الله إلها آخر» صفة وقيل مبتدأ ولتضمنه معنى الشرط دخلت الفاء في خبره وهو «فسوف يعلمون» عاقبة أمرهم.

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿97﴾

التفسير:

«ولقد» للتحقيق «نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون» من الاستهزاء والتكذيب.

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴿98﴾

التفسير:

«فسبح» ملتبسا «بحمد ربك» أي قل سبحان الله وبحمده «وكن من الساجدين» المصلين.

وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ ﴿99﴾

التفسير:

«واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» الموت.

مشغل القرآن
لا يوجد سورة محددة

-

00:00 / 00:00
إحصائيات المنتدى
عدد المواضيع في المنتدى 1,424
عدد المشاركات في المنتدى 0
عدد الاعضاء في الموقع 9
المستخدمين المتصلين 0
آخر عضو مسجل Richard Edward
الأعضاء المتصلون
المجموع: 0 عضو متصل